صقر قريش

من هو صقر قريش؟ يطلق لقب صقر قريش على عبد الرّحمن الدّاخل، وهو أبو المطرف عبد الرّحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكمِ بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بنِ عبد مناف، وهو رجلٌ من بني أميّة حكم بلاد الأندلس بعد سقوط الخلافة الأمويّة في المشرق، وكان دخول عبد الرحمن الدّاخل إلى بلاد الأندلس في سنة ثمانٍ وثلاثينَ بعدَ المئة من الهجرة النّبويّة، وكان مولده في مدينة تَدْمُرْ سنة ثلاث عشرة ومئة من الهجرة النّبويّة.[١] لماذا سمي صقر قريش بهذا الاسم؟ لقد سمّيَ عبد الرّحمن بن معاوية بصقر قريش تشبيهًا له بالصّقر وإعلاءً من مكانته، وكان هذا اللقب مكافأةً له على ما له من قوّة في الحكم والسّياسة، إذ إنّه استطاع بمفرده وهو الطّريد الشّريد من بني العبّاس أن يعبر في الصّحاري وأن بتجاوز البحار من حيث مكان سكنه في المشرق العربيّ إلى بلدٍ بعيد عنه وهي الأندلس، وأن يتولّى إمارتها ويجهّز جندها ويحكم قومها ويرتّب أمورها وحده بحنكته.[٢] هل لديك أي سؤال حول هذا الموضوع؟ اسأل هنا من الذي لقّب عبدالرحمن الداخل بلقب صقر قريش؟ أوّل من أطلقَ على عبد الرحمن بن معاوية اسم صقر قريش هو الخليفة أبو جعفر المنصور، وكان ذلك في قصّة طريفة، إذ سألَ أبو جعفر المنصورُ أصحابَه في أحد الأيّام عن صقرِ قريش، فتوقّعوا أنّه يقصد نفسه، فقال لا، فظنّوه يقصد معاوية، فأجابهم بقوله: ليس ذا، فقالوا هو عبد الملك بن مروان فقال لا، ثمّ أجابهم فقال إنّه عبد الرّحمن بن معاوية، ومدحه فقال فيه: “الذي عبر البحر، وقطع القفر، ودخل بلدًا أعجميًّا مفردًا، فمصر الأمصار، وجند الأجناد، ودون الدواوين، وأقام ملكًا بعد انقطاعه، وبحسن تدبيره، وشدة شكيمته”.[٢] هل تعرفت يومًا إلى قصة صقر قريش مع خادمه؟ لمعرفة ذلك قم بالاطلاع على هذا المقال: قصة عبدالرحمن الداخل وخادمه بدر تأسيس صقر قريش للدولة الأموية الجديدة في أيّ عامٍ هجريّ سقطت دولة بني أميّة؟ بعد أن سقطت الخلافة من بني أميّة في عام مئةٍ واثنين وثلاثين من هجرة النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- على يد بني العبّاس، استطاع صقر قريش أن يفلت من قبضة العبّاسيين، وأن يذهب إلى جهة المغرب العربيّ، ثمّ مرّ من خلالها إلى بلاد الأندلس.[٣] وكان أهل الأندلس في تلك الفترة الزّمنيّة موالين لبني أميّة، فلمّا وصلها عبد الرّحمن بن معاوية أرسل إلى قائد جندهم فأتاه فرحًا مسرورًا به وقبّل يده، ثمّ أرسل إلى موالي الأندلس فأتوا إليه جميعًا وسَرَّهم أن رأوهُ أمامهم، فبايعوه ليكون أميرهم خِفيةً دون إعلام النّاس، فلمّا استقرّ الأمر له بعد ثمانية أشهرٍ بايعوه جهرًا، ثمّ أخذَ عبد الرّحمن يسايس من حوله من الأمراء في بلاد المغرب والأندلس تارةً ويهاجمهم تارةً أخرى حتّى استقرّ أمر الأندلس له وأسس بذلكَ إمارةً أخرى لبني أميّة في الغرب بعد أن اختفى صوتها في الشرق.[١] لمعرفة المزيد حول حياة صقر قريش يمكنك الاطلاع على هذا المقال: نبذة عن عبد الرحمن الداخل