عبدالفتاح بن حسين بن إسماعيل راوه

نشأته وبداية طلب العلم:
عبد الفتاح بن حسين بن إسماعيل بن علي طيب راوه الجاوي ثم المكي، أصله من حضر موت من آل العمودي، ولد بمكة المكرمة عام 1334هـ. نشأ في مكة المكرمة، وتلقى العلوم الشرعية من علمائها، واستفاد ممن كان يقدم عليها من خارج مكة، تلقى مبادئ العلوم في كُتاب الشيخ عبد الحميد مليباري بزقاق الحجر، درس بمدرسة الخياط، وبقي فيها مدة ثم انتقل منها إلى مدرسة الفلاح، ثم انتقل إلى المدرسة الصولتية، وهي المشهورة بالعلماء الأجلاء في ذلك الوقت، وكانت الصولتية منارا للعلم الشرعي في مكة المكرمة، وفيها علماء كثير درس على أيديهم وتضلع من العلم الشرعي، وقرأ عليهم واستفاد منهم، وإضافة إلى دراسته النظامية كان رحمه الله يدرس في المسجد الحرام على علمائه.

مشايخه:
ومن أبرز مشايخه الذين درس عليهم واستفاد منهم:
– الشيخ عمر حمدان المحرسي.
– والشيخ عيسى رواس.
– والشيخ حسن المشاط.
– والشيخ محمد بن علي حسين المالكي.
– والشيخ إبراهيم الخزامي.
– والشيخ محمد أمين كتبي.
– والشيخ علوي مالكي.
– والشيخ حسن بن سعيد يماني.
– والشيخ زكريا بيلا.
– والشيخ عبد السلام داغستاني، وغيرهم كثير من كبار العلماء في وقته، وقد نال إجازات كثيرة منهم.

تدريسه بالمسجد الحرام:
بعد أن أخذ من المشايخ والعلماء، وعرفوا حصيلته العلمية، أجيز بالتدريس بالمسجد الحرام، وكان عمره آنذاك 23 سنة، فدرس في رواق باب السلام بين بابي النبي والسلام من عام 1357هـ، وهو من أطول الناس تدريسا بالمسجد الحرام، حيث امتدت سنوات تدريسه قرابة الستين عاما، وظل يدرس فيه حتى وفاته رحمه الله، وكان يواصل التدريس فيه من المغرب حتى بعد صلاة العشاء، يقيم في هذه الفترة عدة دروس عامة لعوام الناس، أما الدروس الخاصة بطلاب العلم لدراسة علم من العلوم فإنها تبدأ من بعد صلاة العشاء حتى الساعة العاشرة مساءً تقريباً، وكان تدريسه مستمرا طول العام ماعدا أيام الصيف، إذ كان ينتقل إلى الطائف، ويدرس فيه بمسجد ابن عباس، ومسجد الهادي أيضا، ولم ينقطع عن دروسه في الحرم حتى آخر أيام حياته، بل حتى بعد أن كبر في السن، وعجز عن السير على الأقدام وأصبح ضعيفا؛ كان لايزال يحضر لإلقاء دروسه، وكان يصل إلى مقر الدرس بعربة يدفعها أحد تلاميذه، وقد كانت دروسه متنوعة، ففي التفسير كان يدرس تفسير العلامة القرطبي ، وتفسير المراغي، وفي الحديث النبوي الشريف يدرس شرح السنة للإمام البغوي، وفي المناسك: الإفصاح في حل مسائل الإيضاح للنووي، وفي المواعظ والعبر : كتاب التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة للقرطبي، وفي الفرائض: المجموعة الراوية في الفرائض، ودرس كتبا كثيرة في غالب العلوم الشرعية، وبعض هذه الكتب من تأليفه مثل: المجموعة الراوية ومختصر إتحاف أهل الإسلام وغيرهما.

أعماله:
تنقل رحمه الله بين عدد من الوظائف:
– فقد عين مدرساً بدار الأيتام من عام 1357هـ، إلى عام 1359 هـ.
– ثم نقل مديراً لمدرسة خميس مشيط بجنوب المملكة العربية السعودية وذلك أواخر عام 1359هـ، وكان أول مدير لها، وكان رحمه الله يطلب النقل إلى مكة لحبه لمجاورة بيت الله والتدريس في المسجد الحرام فنقل إلى جدة عام 1362هـ، وبقي فيها حتى عام 1365هـ.
– ثم عين مدرساً بالمدرسة الفيصلية في ذلك العام، وبقي كذلك حتى عام 1373هـ إذ عين مساعدا لمدير المدرسة الرحمانية.
– ثم عين مدرساً بالمدرسة العزيزية الثانوية عام 1379هـ، وبقي فيها رحمه الله إلى عام 1394هـ، حيث أحيل إلى التقاعد، وكان رحمه الله مأذونا شرعيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يجب عليك إغلاق حاجب الإعلانات لعرض صفحات الموقع