نبذة عن أبي جعفر المنصور
أبو جعفر المنصور
أبو جعفر المنصور هو المنصور أبو جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس المولود سنة 95 للهجرة أي ما يوافق عام 712م، وهو ثاني خلفاء العباسيين بعد أبي العباس السفَّاح، وهو المعروف بأنَّه أقوى خلفاء بني العباس وأفحلهم، ولد أبو جعفر المنصور في قرية الحميمة في جنوب بلاد الشام وكان فصيح اللسان عالمًا بسِيَرِ العرب وأخبارهم، شديد الاهتمام بالشعر والأدب، وقد كان لوالده الفضل الأكبر في قيام الدعوة العباسية التي نادتْ بأحقيَّة العباسيين بالخلاقة الإسلامية، وحين نجحتْ دعوة بني العباس وتمَّتِ الإطاحة بحكم الأمويين كان أبو جعفر ثاني الخلفاء حيث استلم الخلافة العباسية عام 136 هجرية وكان عمره واحدًا وأربعين عامًا.
بعد أن استلم المنصور خلافة المسلمين كان همُّه الأكبر أن يمكِّنَ حكم بني العباس ويتخلَّص من كلِّ أعدائهم، ويقف في وجه أي عدُّو يهدد استقرارهم، فتمكَّن المنصور من القضاء على مجموعة من الثورات التي قامت مناهضة لحكمه، كثورة سُنباذ وثورات الخوارج وثورة محمد النفس الزكية وثورة كافر خراسان وغيرها، وقد استمرَّ المنصور في خلافة المسلمين حتَّى وفاته في منطقة البطن حيث كان ذاهبًا لأداء فريضة الحج عام 775م ودُفن أبو جعفر المنصور بين الحجون وبين بئر ميمون، والله تعالى أعلم.
وفاة أبي جعفر المنصور
بعد الحديث عن الخلفية العباسي الثاني أبي جعفر المنصور، لا بدَّ من تسليط الضوء على قصة وفاته، وتذكر الروايات إنَّ أبا جعفر المنصور كان متجهًا إلى الحج عام 158 هجرية وهو العام الذي يوافق عام 775م، وكان المنصور قد أوصى ابنه المهدي بإعطاء الناس حقوقها وأرزاقها وأوصاه بالإحسان إلى الناس وبحفظ حدود الدولة وأوصاه بسداد دين كان عليه، وفي طريقه إلى الحج مرض المنصور مرضًا شديدًا، فنزل المنصور في قرية فقرأ على أحد جدرانها بيتين من الشعر قيل فيهما:
أبا جعفر حانت وفاتكَ وانقضتْ
- سنوك وأمرُ اللهِ لا بدَّ واقِعُ
أبا جعفر هل كاهنٌ أو منجمٌ
- لك اليوم من حرِّ المنيةِ مانعُ؟
فعلم أبو جعفر المنصور بأنَّه مودِّع، فكتب لابنه المهدي المزيد من الوصايا، وقد وافته المنية على أبواب مكَّة قبل أن يدخلها، عام 158 هجرية الموافق لعام 775م