مع نمو الطلب على التعدين .. شركات التقنية تتوجه إلى توفير معدات وبرمجيات مخصصة للعملات المشفرة

باتت عمليات تعدين العملات الرقمية أو العملات المشفرة تمثل أحد طرق الكسب السريع في عالم الإنترنت، فنظرا إلى كثرة الطلبات على المعدات والبرمجيات المستخدمة في هذا الخصوص، توجهت عديد من الشركات لتوفر للمستخدمين منتجات تساعدهم على تعدين العملات المشفرة لتحقيق الكسب منها.
وشكل نمو الطلب على بطاقات الرسوميات أزمة نقص لها على مستوى العالم، حيث تعد هي الأكثر استخداما في عمليات التعدين عاملا رئيسا لارتفاع أسعارها بشكل كبير خلال الفترة الماضية، وذلك كونها واحدة من أهم المكونات في أي حاسب شخصي أو محمول، وتضم في داخلها معالجا للرسومات GPU، على إدارة جميع العمليات المرئية التي يتعامل معها المستخدم، وذلك بداية من استعراض الصور ومشاهدة المقاطع. ووصولا إلى تشغيل الألعاب أو العمل على تحرير الصور والفيديوهات.
وبعد مرور فترة ليست بالقليلة على أزمة النقص الشديد للبطاقات الرسومية يبدو أن الوضع لم يتحسن. حيث إن تقريرا حديثا عن 3D center قد كشف عن استمرار المشكلة وصعوبة حلها، كما أنه على الرغم من زيادة التوافر الملحوظة، إلا أن الأسعار ما زالت ترتفع بشكل مستمر بسبب نمو الطلب عليها من قبل العاملين في مجال تعدين العملات.
ويعد التعدين في الأساس وسيلة لتجميع العملات المشفرة دون دفع ثمنها، ولكن يتطلب أجهزة متطورة مع وحدة معالجة رسومات قوية، التي يصبح الحصول عليها وتشغيلها مكلفا.
وقد شهدت المعالجات الرسومية من الشركات الرائدة في هذا المجال ارتفاعا في الأسعار، حيث تفاقمت أسعار المعالجات الرسومية بما وصل إلى 304 في المائة لبطاقات AMD الرسومية، و214 في المائة لبطاقات Nvidia الرسومية، وظهرت أزمة المعالجات الرسومية وكانت الأسباب الرئيسة وراءها هي ضعف الإنتاج بسبب جائحة كورونا التي أثرت في صناعات عديدة حول العالم، ومن ناحية أخرى فإن الإنتاج قد تأثر بسبب زيادة الطلب على البطاقات الرسومية من قبل العاملين في مجال التعدين.
وذلك يعني أن معدني العملات الرقمية المشفرة كانوا يقومون بشراء المعالجات الرسومية حتى ولو كانت بأسعار أعلى من أسعار البيع الرسمية، وذلك نظرا إلى فرص الربح الكبيرة في تعدين العملات الرقمية، خصوصا عند استخدام بطاقات معينة من الفئة الرائدة وفوق المتوسطة، ولم تتمكن الشركات المصنعة والمطورة من زيادة إنتاج المعالجات الرسومية بسبب أزمة إنتاج الرقاقات التي أثرت بدورها في جميع المجالات، وحاليا تحقق الشركات المصنعة أرباحا ضخمة، على الرغم من ضعف الإنتاج. وذلك لأن الأسعار مستمرة في الارتفاع وكذلك هو الحال بالنسبة إلى معدلات الطلب.

شركات توفر منتجات خاصة بالتعدين
تشارك مزيد من شركات التكنولوجيا في تعدين العملات الرقمية مع نمو السوق وزيادة شعبيتها، كما يتوقع الخبراء أن 90 في المائة من سكان العالم قد يتبنون العملات المشفرة في العقد المقبل، ونما سوق العملات المشفرة في الأعوام القليلة الماضية. ووصل من 1.44 مليار دولار في 2020 إلى 1.63 مليار دولار في 2021.
وشكل الطلب المتزايد فرصة لكثير من الشركات لتلبية متطلبات العاملين في مجال التعدين، حيث أعلنت “إنتل” أخيرا رقاقة جديدة لتطبيقات البلوك تشين مثل تعدين عملة البتكوين للاستفادة من الاستخدام المتزايد للعملات المشفرة، حيث تعد الرقاقة بمنزلة مسرع موفر للطاقة مصمم لتسريع مهام البلوك تشين التي تتطلب كميات هائلة من طاقة الحوسبة، وبالتالي تستهلك كثيرا من الطاقة.
ويقدم مسرع البلوك تشين من “إنتل” أداء أفضل بأكثر من ألف مرة لكل واط من وحدات معالجة الرسومات السائدة للتعدين، إضافة إلى ذلك لن يكون للرقاقات الجديدة تأثير كبير في إمدادات منتجات إنتل الحالية، ويتم تنفيذ التصميم عبر قطعة صغيرة من السيليكون.
كما أن لدى شركة إنفيديا رقاقات تستخدم بطاقاتها الرسومية على نطاق واسع لأنشطة التعدين، وشريحة منفصلة مخصصة لتعدينEthereum.
من جانبها، أضافت شركة Norton Life lock القدرة على تعدين العملة المشفرة Ethereum مباشرة من خلال برنامج Norton 360 المضاد للفيروسات كوسيلة لحماية المستخدمين من برامج التعدين الضارة عبر ميزة التعدين Norton Crypto، التي تستخدم بطاقة رسومات الجهاز للقيام بعملية التعدين، وبعد ذلك يتم نقلها إلى المحفظة المستضافة في السحابة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يجب عليك إغلاق حاجب الإعلانات لعرض صفحات الموقع