ما هو شهر رمضان

ما هو شهر رمضان؟

لا يمكن إيفاء حق وصف هذا الشهر الفضيل لمكانته الكبيرة في دين الإسلام والمسلمين، لكن سنحاول تعريفه بإيجاز في السطور التالية: هو الهدية المرسلة من رب العالمين لبداية حياة سليمة وخالية من أي أخطاء. يساعدنا على زرع القيم الإنسانية والأخلاقية في نفوسنا،

لتطرح بعده الإصلاح الكامل للنفس. يعتبر فترة صلح قوية بين العبد وخالقه وتوبة نصوحة لا رجعةً فيها. نصوم فيه عن كل ما يلهينا في دنيانا الفانية عن الآخرة وجنانها. يبشرنا شهر شعبان عند تمامه بأن شهر الغفران قد اقترب، كذلك الهلال عند رؤيته. يزورنا في السنة الكاملة مرة واحدة فقط، وهي أروع زيارة، ويحمل معه أطنانًا من الرحمة والمغفرة. نتعلم في نهاره معنى الصبر والتحمل، والمعاملة الطيبة. ونسهر في لياليه المباركة ونحن نجتهد إلى الوصول للثواب والأجر المضاعف عند الله. وكلمة رمضان ما هي إلا كنز من المعاني المخفية الرائعة، التي اختاروها لهذا الشهر الكريم. لهذا قررنا أن نستكشف ونبحث عن معناها وسبب اختيارها اسمًا له.

للتعرف على المزيد: كيفية استقبال شهر رمضان سر اختيار اسم رمضان تتعدد الروايات والأسباب في سبيل وصف معنى اسم رمضان، ولماذا أجمعوا على اختياره، وماذا يخبئ داخله من أسرار المعاني وتصنف في التالي: كان يصادف أيام الحر الشديد في منطقة الجزيرة العربية، فأطلقوا عليه اسم رمضان مشتقًّا من الرمض. والبعض قال معنى الرمض هو الجوع الذي يسيطر على الإنسان أثناء صيامه. نسبوه إلى الحجارة والصخر الذي يستمد الحرارة من أشعة الشمس وهي الرمضان، كذلك الإنسان يستمد التفكير والتعبد منه.

تعطي كلمة رَمَضَ نفس ما يفعله هذا الشهر بذنوبنا، وهي الحرق والإبادة. سحاب الرميض الذي يغسل وينقي الأرض من حرارة الصيف الأخيرة، كما ينقي هذا الشهر نفوسنا ويمحي زلاتها. شهد شهر رمضان في قديم الزمان عدة حروب ومعارك، وكانت تصادف هذا الشهر. وفي رواية أخرى أنَّ اسم رمضان مشتقًّا من رمض السلاح، بمعنى إعداده وتجهيزه للدفاع عن النفس. الصيام في رمضان تدور حول كلمة الصيام الكثير من الاستفسارات والأسئلة عن وقته وكيفية إتمامه بشكلٍ سليم؟ ستجدون معلومات كافية فيما يلي:

الصيام هو غذاء للروح ومنفعة للجسد. واتبعت منهج الصيام جميع الكتب السماوية وكافة الأديان المختلفة. كذلك الرياضات المتنوعة تحث الناس على الصوم لفترات محدودة، لما له من فوائد روحانية وجسدية. ويكتمل صيامنا في شهر رمضان بالصوم عن الأكل والشرب تمامًا. يحدد وقت هذا الصيام من أول أذان الفجر ويمتد إلى حين سماع صوت أذان المغرب. نغلق قلوبنا عن المعاصي والفواحش ما ظهر منها وما بطن، كما نغلق معدتنا. ليكتمل صيامنا ويغذي أرواحنا، كما ينقي ويصلح قلوبنا. فَرض الله سبحانه وتعالى الصيام على كل عاقل بالغ وراشد، أما دون ذلك فلا واجب عليهم. استخلاص الحكمة من الصيام كل ما فرضه الله علينا يعود بالنفع والفائدة لنا،

لكن ما الحكمة من الامتناع عن الطعام والشهوات؟ سنوضح هذا في السطور التالية: يعمل الصيام على نقاء الروح وتزكيتها من المساوئ كافةً، ومن الأخلاق السيئة خاصةً. يلفت تفكيرنا وانشغالنا عن الدنيا ويحوله إلى التفكير في الآخرة ويجعلنا نجتهد على العمل لها. نشعر بإحساس الجوع الذي يصاحب الفقراء والمحتاجين أيام طويلة، مما يعزز في قلوبنا الإحسان لهم. اختص الله الصائمين بأجرٍ عظيم،

وأكَّد رسولنا على هذا بقوله: “كلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له إلَّا الصَّوْمَ، فإنَّه لي وأنا أجْزِي به”. يعمل على رفع قدرنا ومستوانا في جنان الخلد ونعيمها عند المولى عز وجل. يرحمنا ويبعدنا عن نار جهنم ولهيبها. ما يقابلنا من جوع وعطش في أيامه، نجدها تشفع لنا في يوم القيامة عند الخالق الغفار. خصص الله للصائمين فضل استجابة الدعاء وذكره المصطفى بحديثه قائلًا: “ثلاثُ دَعَواتٍ مُستجاباتٍ: دعوةُ الصائِمِ، ودعوةُ المظلُومِ،

ودعوةُ المسافِرِ”. نرشح لك أيضا: خطبة عن شهر رمضان مقالات قد تعجبك: لماذا كان النبي يجتهد في العشر الأواخر من رمضان؟ هل صلاة التهجد فيها دعاء؟ كيف كان حال النبي في العشر الاواخر من رمضان؟ مبطلات الصيام في رمضان ما هي مبطلات الصيام؟ السؤال الشائع الذي يشغل تفكير الصائمين لإتمام صيامهم على أكمل وجه، سنعرض لكم أبرزها كالآتي: الطعام أو الشراب عن قصد وتعمد، أما إذا كان ناسيًا فيكمل صيامه. القيء في فترة الصيام عن قصد. غسيل الكلى. الأدوية بأنواعها المختلفة. الجماع والحيض ونفاس الولادة.

رخصة الإفطار في رمضان رغم مكانة الصيام العظيمة عند رب العالمين، إلا أنه أتاح الإفطار لمجموعة معينة من الناس، وتصنف كالآتي: أصحاب الأمراض المزمنة مثل مرض السكري. يجوز لهم الإفطار بشرط دفع مبلغ مالي عن كل يوم، ويكون بتقدير إطعام مسكين. كبار السن إذا صعب عليهم الصيام وأتعبهم يحل لهم الإفطار ويقضونه بعد شهر رمضان. الحامل والمرضعة التي تخاف على جنينها وعلى صحتها من التعب والهبوط البدني، يجوز أن تفطر وتقضي صيامها لاحقًا. من لا يتحمل الجوع والعطش ويعود عليه بالضرر البدني والتعب. السفر الطويل بما يقارب أربعة وثمانين كيلومترًا. الأطفال دون عمر السابعة لا يجوز لهم الصيام، أما الأطفال من فوق عمر السبع سنين فلهم صيام،

لكن بالتدريج وعلى حسب طاقة الطفل. العبادات المستحبة في رمضان لا يقتصر شهر رمضان على الصيام فقط، فهناك الكثير من العبادات المستحب القيام بها فيه ومن أبرزها: ترتيل القرآن الكريم وتدبر آياته وفهم معناها. المداومة على الدعاء والتوسل لله الحليم، واغتنام فضل الدعوات المستجابة للصائمين.

تعويد اللسان على الذكر الصحيح والتوسع بالحمد والشكر والتكبير والتهليل لله رب العالمين. الصدقة النافعة للناس لها أجر مضاعف وكبير في رمضان، ومن أشهرها إفطار الصائمين. المداومة بخشوع القلب وحضور الروح على صلاة القيام وصلاة التراويح العظيمة. هنيئًا لمن اغتنم العمرة في شهر الرحمة والمغفرة، لما خصها الرحمن من فضل وأجر كبير. الاعتكاف في بيوت الرحمن، وعلى وجه الخصوص في ليالي العشر الأخير من شهر الغفران. عدم تأخير الإفطار إلى ما بعد المغرب وإحياء سنة السحور كما قال سيدنا محمد: “تَسَحَّرُوا فإنَّ في السَّحُورِ بَرَكَةً”.

الاجتهاد لقيام ليلة القدر والذكر المكثف فيها، واغتنام بركتها ومكانتها العظيمة عند الخالق. المشاركة في إعداد الإفطار الجماعي، للأهل أو للمحتاجين. مميزات شهر رمضان تميز شهر الكرم والعطاء بعدة مميزات كان لها أثر كبير على حياتنا، ومن ضمنها: يفتح الله أبواب الجنة والغفران في شهر رمضان

، ويقفل أبواب النار. فرصة لبدء حياة خالية من الذلات والذنوب. تضاعف فيه الحسنات إلى عشر أضعاف أيام الشهور الأخرى. له الفضل في نزول القرآن الكريم وهدايتنا إلى طريق النور والهدى. يحثنا على وصل الأهل والأحبة، ونقاء النفس وزرع التسامح فيها. يبعد الله الشياطين عن عباده في هذا الشهر،

مما يهيئ لهم العبادة والطاعة الخالصة لوجهه الغفار. وهكذا ندرك ما هو شهر رمضان، ونبرز أهميته القدسية في حياة المسلمين. نهاية شهر رمضان حتمًا يصادفنا الوصول إلى نهايته وتفيض قلوبنا حزنًا على فراقه، لكن يجب ألَّا نحيد عن أعمالنا الصالحة، ونتبع بعض النصائح فيما يلي: نعقد العزم على عدم إهمال الفروض والسنن والمداومة على القيام والأذكار. أن نصل أرحامنا ولا نبغض أحدًا، ونتخذ التسامح عنوانًا رئيسيًّا في حياتنا. الدعاء الدائم لله وحده بالتوفيق والتيسير المديد. المحافظة على ورد يومي من القرآن الكريم، وحفظه قدر المستطاع. الاهتمام بأداء الصلوات الخمس على